تأرجح الأمم وتمرجح الحضارات بين مناقب القيم ومآثر الكرامات
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الرحمة دائما لشهداء سوريا والأمة أجمعين آمين
قد يكون في ديباجة اليوم في كيف يهب القوم من النوم بعد بطح الأمس ونطح اليوم تمثلا لمقولة شاعر الجاهلية امرؤ القيس اليوم خمر وغدا أمر ومايأمر عليك ظالم ولا جوقة عوالم
الجاهلية الأولى التي كان يعيشها معشر العربان سيان حضرا أوبدونا أو بدوان كانت جاهلية بسيطة لاتخرج عن هبات الغزل والمدح حينا وقمزات الهجاء والشتم أحيانا بحيث كانت المبالغة تفوق في بهجتها أبواب الخضوع والمبايعة وصولات التياسة والممانعة
طبعا لم يكن هناك من الضوابط الا ماعرفه وتعارفه معشر النشامى من خصال على رأسها الكرم واكرام الضيف وتجارة الشتاء والصيف وشطارة لملمة الكلمات وصفصفة العبارات بين هظاك وهاظ حيث يتناطح الشعراء والفلاسفة والوعاظ في سوق البهجة والاكتظاظ أو ماعرف حينها بسوق عكاظ حيث تتناثر الأشعار وتتنافس الألفاظ
المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة
جاهلية عربان الخمر والميسر والأزلام لم تفلح يوما في دفع الأنام للأمام الى أن جاء مرسل الحي الذي لاينام وسيد الخلق والأنام المصطفى عليه أكمل الصلوات وأتم السلام الذي وحد الأعراب بصبر وحلاوة معشر وحكمة وروية من سامح وغفر لجوقات فجة وبدائية من عربان الجاهلية من ساكنة أم القرى وماجاورها من الذين وصف رب العباد صبر رسوله الأكرم عليهم بقوله
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين
لكن الحقيقة أننا معشر العربان وبعد قرون من الكر والفر وكان وأخواتها وأحرف الجر حيث قامت حضارات ونامت حضارات وأقيمت الصوامع ودمرت المزارات وبنيت المحاشش وهدمت المكتبات
حالنا العربي بالصلاة على النبي اليوم في عصر الذرة والانترنت والكاميرا الملتحم بالآيفون وصحون الدش والمجدرة ناهيك عن صفحات الفيس بوك والبال توك والتوكتوك حيث خرجت الأسرار من اليد وانكشفت العباد ومن كل بد بعد هبات شد وصولات مد وقفزات صد وقمزات رد بحيث فاحت الفضائح وبان السعد وأصبح لكل نفر وفرد مدونة محتكرة لها مقدمة مؤخرة حيث زادت حالات الفوضى والزيطة والشوشرة واختلط الحق بالمسخرة وكثر المشعوذون والسحرة من باب وكتاب كحل لهالزيون وخود هالمسطرة.
مايميز جاهليتنا اليوم عن جاهلية الأمس هو أن أعراب الأمس ماكانوا يعرفون شيئا عن وجود الخالق ولا أية شريعة تضبط الخلق وتسير الخلائق وكان ذروة الموجود وخليها مستورة ياعبد الودود كمشة من أصنام تدور حولها الأنام وتستعملها حينا للطعام بعد التهامها بهيام ان كانت من التمر التمام.
لكن اليوم بعدما دخل التلفزيون والنت وعم اللعي واللت من فوق ومن تحت وبحتت الأفكار والأسرار بحت خميس وجمعة وسبت فانه ماعاد للعذر والمعذرة من مكان تطبيقا للمقولة العربية الشهيرة
انت كنت لاتعرف فهي مصيبة وان كنت تعرف فالمصيبة أعظم هذا والله أعلى وأدرى وأعلم
تصدرنا مع شديد الأسف لموسوعة غينيس في الفوضى والفساد وضروب الاستغلال والاستعباد لمن كرمهم الله من عباد وتربصنا لبعضنا البعض قافزين بين الخائن والمدسوس والمتآمر والجاسوس والحاسد والمفروس نكيد كيدا جملة وفردا ناصبين الخوازيق والدوائر لكل غافل ومسكين وعابر بينما نركع ونخر على الارض سنة وفرض بالطول والعرض مسابقين ارتال الدجاجات انبطاحا لأسيادنا من الخواجات بائعين الأعراف والأعراض والذمم بالدينار والدرهم بعدما سرقنا أبو الهول وبعنا رمسيس والهرم وشفطنا المازوت والكاز وبلعنا الفلوس باعجاز محولين الوطن الى مستحل ومجاز والمواطن الى قلاب وهزاز يتشقلب بسعادة وامتياز أمام حاكمه الممتاز محرر فلسطين والقوقاز فخر المكرمين وركن الدين وعماد الصالحين من الحجاز الى البوغاز وخليها مستورة يافواز.
ولعل أبسط الأمثلة على جاهليتنا ومدى تلاشي مفعولنا وفاعليتنا بعدما تحولنا ياسيد الرجال وفي أحسن الأحوال الى أمة صفرا على الشمال يعني مسخرة لانعرف فيها المقدمة من المؤخرة
هو مدى تعلقنا وتسمرنا وتبسمرنا بما أملاه عليه سادتنا من الفرنجة حيث المتعة والنشوة والبهجة
فمن لغات المحتل التي تأبى أن تغادر أوطاننا وألسنتنا وأذهاننا بعد أن قام بشرشحنا واركاعنا ومسح بنا الارض بالطول والعرض سنة وفرض
فالمتصرفيات العربية التي كانت تخضع للانكليز مازالت تبعق بالانكليزية ومازالت عاصمتها المفضلة لندن بكسر الدال عشان الحبايب والتي كانت خاضعة للفرنسيين مازالت تزعق بالفرنسية وعاصمتها المبجلة باريس وتلفظ -باغي- أيضا عشان الحبايب والله يستر والله غالب
بل أن دساتير وقوانين دول وأنظمة برمتها وبشحمتها ولحمتها مازالت معلقة ومدندلة ومزوقة تماما كعملاتها ومستقبلها وآمالها بالمستعمر القديم وياساتر وياقوي وياعليم.
بل ان من حاول من حكام العربان الخروج عن خطوط أسياده من اوربيين وأمريكان اما بقطع البترول أو باقتطاع الحدود الدولية مع دول الجوار اما غزوا أو ابتلاعا أو حتى أخوة واقناعا تم تحجيمه وتمسيده وتقزيمه من باب وكتاب شوجرى ياترى يابتكون حبوب يابتصير مسخرة.
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
لايهدف ماسبق الى نتر المواعظ ولا نشر الحكم من الملافظ لكن ماوصلنا اليه من هوان جعل الانسان في مضارب الكان ياماكان مداسا لفلان وملطشة لعلتان
و لعل مايجري اليوم في جمهورية محرر الجولان والكبة والعيران فيه العيار والميزان والكرامة عالقبان بحيث يتم دعس اليافعين والشبان والنساء والغلمان والشيب والشيبان بطرق همجية تتبارى على تصويرها القنوات الفضائية بحيث اختلطت مآسي أبو عبدو وأبو محمود بأفلام طرزان في هوليوود حيث تحول الخيال الى حقيقة والقتل الى طرق وأساليب تتبارى وتتفنن في تطبيقها جوقات من أعراب أشد وفاءا من الكلاب -أجلكم- لأسيادهم من الأغراب بحيث يتبارى القاتل الى اظهار براعته في قتل اخوته وأخواته في طريقة أذهلت الحشاشة وأهل الترنح والبشاشة وجعلت من بلاوينا على كل حنك ولسان وشاشة من باب وكتاب المتعة والانتعاش في سيرة أهل الخسة من الأوباش.
وصولنا الى حضيض الأمم وتمرغنا في مراحيض العدم محتفظين فقط لاغير ببقايا لغة عربية تم دعسها وفعسها وتمسيدها ودعكها محولين عراقتها الى ملطشة وقداشتها الى محششة محافظين -ياعيني- على ماتيسر من قشور دين يحاول من يتمسكون بها تمسكا أشبه بتمسك الغريق بريشة البطريق أو قشة من النوع العتيق في عادات لاتمس الى العبادات الا ماندر بحيث ما ان ترى متعبدا قد ظهر وطفى الا وتجده قد ضمر وانطفى ثم هرهر واختفى نظرا لنقص في ايمان ترك مضارب العربان فتحولوا الى فرائس للضواري وولائم للحيتان في أمة عميان تيمنا بقوله تعالى في ذكره الحكيم
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى.
وأخيرا وبالمختصر المفيد ياعبد الحميد عندما يتفاخر الاسرائيليون بلغتهم والأتراك بتراثهم وعقيدتهم والفرس بماورثوا عن أجدادهم وآبائهم ينما نحن نشلح العمامة والدشداشة ونخلع الحجاب والقماشة ونلبس الكلسون والفراشة ونعشق الفتن والفتاشة ونبعق ببهجة وبشاشة بلغات الآخرين ونهتف حبا للمستعمرين ونركع سجدا للحاكمين متناسين أن رب العالمين أكرمنا حصرا بقرآن عربي ونبي عربي بحيث لانجد نظريا مشقة في فهم الرسالة بينما نحشر عقولنا عمليا في الغسالة وجيوبنا في الحصالة بعد رمي الكرامات في الزبالة فيتم بيعنا بالجملة والنفر في سوق العمالة والمخلفات والبالة وخليها مستورة ياهالة.
استهتارنا بديننا وشرائعنا واضاعتنا لتاريخنا ولغتنا سيما وأننا الشعب الوحيد الذي يتكلم عربي بالصلاة على النبي هو ماأوصلنا كما ذكرت الى أسفل الحضيض وأدخلنا في مراحيض البشرية بعدما دخلت الكرامات في النملية والطراوة والمهلبية وبيعت القيم والشرائع بصحن فول وكشري وطعمية.
رحم الله عربان آخر الزمان والأوان بعدما دخلت الشرائع ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.
مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com
www.facebook.com/murad.agha
twitter @muradagha1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق