بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
قد يكون من مزايا الثورة السورية العاجلة أنها قد أسقطت القناع عن نظام الأقنعة والحكايا الممتعة والبلاوي المفزعة
وقد يكون من محاسن هذه الثورة على المدى المتوسط هو نزعها لأقنعة المتسلقين والمتعشبقين والساعين في مناكبها بحبشة عن ماتيسر من كراسيها ومناصبها
ولعل من مآثر الثورة السورية الطويلة المدى أنها تثبت يوما بعد يوم أن هناك أشرافا على الارض مازالوا يدفعون بصدورهم وأرواحهم ثمن الحرية في سوريا وأن أشرافا من العاملين بجد وشفافية واخلاص من أجل هذا الوطن ينتظرون زوال الغمة والكرب والمذمة ليصلحوا جميعا حال الأمة
معارضة الخارج مع شديد الأسف لم تخرج لحد اللحظة عن كونها مجرد عراضة تم دفع ثمنها غاليا من ارواح الشعب السوري عبر تفاهمات واستفهامات وفهامات ومفهوميات متبوعة جميعا بمسلسل من المهل والخوازيق على مهل يبلعها السوري الصابر بصمت تحت عدسات الموبايلات وسهسكة مذيعي ومذيعات ومعارضي ومعارضات وعارضي وعارضات الفضائيات والمحطات بحيث تحول عدد الشهداء من العباد الى مجرد أعداد وحصيلة في عداد تتقاذفها جنود وشبيحة نظام الفساد والاستعباد ومؤتمرات أنفار وأفراد يغلب عليهم صنف الساعي والشحاد طمعا في منصب أو حتى مجرد كرسي ملولح ومنخور ومتقلب يبحبشون سرا ويتشقلبون سحرا ويتغامزون دهرا بينما يموت السوري كمدا وكبتا وقهرا
نزعت الثورة السورية الخوف من صدورنا لكنها لم تنزع الجشع من عقولنا والطمع من نفوسنا وحسبنا أن لنا أبطالا أكابرا وشرفاء يقومون بعزة واباء بالمهمة بالروح والناموس والذمة هم مشعلنا ورايتنا وهم أهل التواضع والقمة
وشتان بين من ينفذ المهمة وبين جوقة ولمة من يبلعون الكباب والشاورما ويشفطون السجق والبسطرمة
الرحمة لشهدائنا والحرية لأسرانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق