حيرة الجموع بين التكتم والممنوع
ان مايميز عالمنا العربي الشاسع والمترامي الأطراف أنه منذ عهد علي بابا والأربعين حرامي وعلاء الدين وحك وفرك المصباح السحري وبساط الريح تلاشت أمام قصص ألف ليلة وليلة المخيلات والنوادر وتغلغل وتغلب الابهام والاستبهام على علامات الاستفهام لأنه وخير اللهم اجعلو خير أخذت الأسرار تتأرجح وتتمرجح في عالمنا العربي في دهاليز الظلام والظلمات مابين ستر للعيوب وتغطية للبلاء والآفات على مبدأ خليها بالبيت تطفح ولاتخرج برا وتفضح
المهم وخير اللهم اجعلو خير ومنذ بداية حكاية الوكسة العربية الكبرى أو ماسمي تنميقا وتلميعا بالثورة العربية الكبرى تم تقسيم العاهات والآفات بالخنادق والحدود والاخدود حتى يبقى لكل ديك فصيح مرتعا لكي يصرخ ويولول ويصيح وأصبح تبادل الأنغام والأحلام من على أطراف الحدود العربية ملاصقا وملتصقا بأسرارها الدفينة والرهينة بمشيئه الله والتي لايعلمها الا هو العزيز القدير والموساد والسي آي ايه ولا تسأل ليش ولماذا وليه
لأننا في بلادنا العربية ذات الطلة البهية تعودنا وتعلمنا بأن السكوت من ذهب حتى لو طارت الكرامات والضمائر ودعست الرؤوس وهبطت الطائرات على الأعناق وتم قصم وشفط الأرزاق وتجويع العباد في سائر الأصقاع والبلاد وجرجرة وشحططة القطعان ودخول الانسان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان
المؤسف أن ظاهرة الأسرار وتلاحمها بالممنوع واستعراضيات الجوع والركوع تمشي بخطى رائدة وسائدة وتأبى الرجوع أو حتى مجرد أن تلف الكوع
فمن أصغر شرطي وعساس أو بصاص أو حتى صغار المتعيشة والتجار يوصون من حولهم بالتكتم والتلعثم والتشرذم ان سألهم أحدهم أين هو ولي الأمر والنعمة تحت طائلة النقمه وطيران اللقمه مع كم طيارة ونطحه ولكمة
يكفي أن تسأل أي تاجر أو موظف عن أن يدلك حتى على بيت الخلاء لكي تجد في عيونه نظرات الشك ويبدأ الحك والتفكير وعصر الأفكار والأسارير حتى يبيض الجوهرة وينطق الفكرة بعد أن يعاين السائل بشتى الطرق والمسائل ناهيك عن أنه يقوم باستجواب السائل الحباب ان كان يعرف الشخص المطلوب وهل ينتمي الى نسبه أو قومه أو الى آخره من ديباجات واستنطاقات تجعل من عالمنا العربي يدخل غينيس في عدد البصاصه والمستجوبين والمستنطقين والغامزين والهامسين والهامزين
حتى أن مجرد الابتسام الصامت أي بدون كلام وسبب وأنغام يثير الشكوك والظنون ويستدعي استخدام كل الفنون بمافيها قراءة الفنجان والكف والودع وضرب المندل والصندل لمعرفة مايدور في نفس المبتسم
هل مثلا يتمسخر ويتسهسك خفية على فلان أو النظام أو علان أوأنه يضحك عالريحه أو كيف له أن يبتسم في بلاد الممنوع والجوع كافر بين فلول المشردين والمشرشحين وفي خضم الصراع بين الظالم والمظلوم والحاكم والمحكوم
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي نصل الى الحقيقة المرة وهي أن بلادنا العربية العلية والتي تتأرجح وتتمرجح بين الممنوع وتراكم الأسرار وطمر الآهات والأفكار لتحتل الصدارة مع كم وسام ونيشان ودشداشه وصدارة في المرتبة الأولى على بلاد الأنام وسابقت البرية في مظاهر الغمز واللمز ونظرات التعجب والاستعجاب والاستضراب ناهيك عن اشارات الاستفهام والاستبهام وترويض الأحلام وتركيب المناظر والنظارات للصقور والنعام
ناهيك عن تبادل قصف نظرات الاندهاش والاستحشاش مع أو بدون قماش في الأصقاع والأحراش مع شوية حك وفرك وهرش وانهراش
هل فادتنا الأسرار وترويض الأفكار وتساقط تسونامي الممنوع كالأمطار في تحرير العقول والنفوس والمغتصب واسترجاع الحقوق والكرامات
هل أوصلت تلك المنجزات الرغيف الخفيف الى بطون الجياع أم أن أول الرقص حنجلة وأول المعارك مرجلة
ان كان الغرب يعرف عنا كل صغيرة وكبيرة ويحصي أنفاس الكبير والصغير والمقمط بالسرير بينما نحن ننهمك في مظاهر مراقبه سيقان النمله وأجنحة النحلة على مبدأ من راقب الناس مات هما وسيتبهدل وسيتشرشح حتما
أين نحن من الأمم وكله ممنوع التصوير والنظر والتنظير ممنوع الجوع وممنوع اللمس وممنوع الاقتراب من الباب الى المحراب حيث الكل يراقب الكل على مبدأ دود الخل منه وفيه والله يخليه لنشوفه ونشوفيه
وان كنا لنأمل ويأمل كل شريف في عالمنا العربي أن تهتم بعض دولنا العربية بأمنها الخارجي وأمنها الغذائي بدلا من مطاردة وقنص أخبار العباد وفصفصة وتحليل وتأويل أفكارهم وهمساتهم وأنفاسهم
عفا الله عنا وأبعد هكذا آفات لم تبقي ولم تذر من ماء الوجه الا قليله وجعلتنا عبرة بين الأمم
وحمى الله مساكين وجياع بلادنا العربية من غدر الزمان آمين
ولعل بعض مانظمت من محاولة شعرية قد توصل الغرض هذا والله أعلم
ممنوع
ممنوع ياوطني ممنوع
وماذا بقي فيك
بعد الخنوع
ممنوع الضمير
ممنوع التصوير
ممنوع اللمس
لا للكرامة
تبا للاستقامة
سحقا للانس
ممنوع الصدق
وقول الحق
ونقاء النفس
ممنوع الجوع
والآهات والدموع
ممنوع الحس
ممنوع الرغيف
والقوت النظيف
ممنوع الهمس
ممنوع السكر
ومخاطبة العسكر
وضوء الشمس
ممنوع ياوطني ممنوع
وماذا بقي فيك
بعد الخنوع
هل سيحمي البلاد
من جوقة الأوغاد
جياع الجنود
هل فرق تسد
وخرج ولم يعد
وحفر الاخدود
لم تعد الأسرار
تكره الأمطار
وتخشى الشهود
وكرامة البشر
تعانق الحجر
تعانق الوجود
فمهما طال العذاب
وشحذت الأنياب
وصالت الأسود
ستضاء الشموع
وبراءة الدموع
ستغسل الحدود
ممنوع ياوطني ممنوع
وماذا بقي فيك
بعد الخنوع
د.مرادآغا
حركة كفى
www.kafaaa.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق