الخميس، 5 فبراير 2009

اليسير المعبد في تحويل الأبيض الى أسود


اليسير المعبد في تحويل الأبيض الى أسود

قد يكون من سخريات القدر علينا نحن الناطقون بالضاد أنه منذ طعن الخلافة العثمانية من الخلف عبر تحالف العجم والعربان في ماسمي ظلما وعدوانا بالثورة العربية الكبرى والتي قضت على المنظومة والثروة العربية الكبرى عبر تقسيم البلاد الى متصرفيات ونظارات ذاتية الدفع والدفش والبلع أو مايسمى اليوم بالدول العربية والتي وبفضل السياسات الحكيمة والمناورات اللئيمة داخلا وخارجا فقدنا وخير اللهم اجعلو خير واحدا من أكبر المقدسات وتم تحويل ماتبقى من حرمات وشرائع الى مدنسات عبر قبض المعلوم من أموال مكدسات ومن كلو هات
من الجدير بالذكر أن مقدار ماكان يملكه اليهود حتى عام 1917 أي عام وعد بلفور لم يكن يتجاوز ال 2 بالمئة من أراضي فلسطين هذا بالرغم من سيول الرشاوي الى متصرفي وناظري ومنظري لواء القدس وباقي ألوية ومتصرفيات ونظارات فلسطين وبلاد الشام في نهاية الحكم العثماني وتخبطه وتلخبطه حتى جاء من طعنه ورفسه ولبطه من نشامى العجم والعربان أيام زمان وكان ياماكان
ولعل مناورات تحويل الحق الى باطل والعكس صحيح على مدار الساعة والذي قد يكون عاديا وغير خارج عن المألوف في بلاد الطبول والدفوف رغم أنوف العباد من بدو وحضر من موريتانيا الى جزر القمر
وان كان المشهد مألوفا وملحنا ومعزوفا في بلاد العربان لكن الأخطر منه والأكثر بشاعة هو النفاق الدولي أو مايسمى اليوم بالمجتمع الدولي الممثل بمايسمى بالأمم المتحدة والتي تحولت فيها الحقوق الى طرق مسواة ومعبدة بعد فعسها ودعسها عالناعم وعالواقف والنايم
وان كنت لأبدأ بآخر نكت العصر وهو تحويل الجاني الى ضحية كما حصل في غزة بحيث تحول رابع جيش في العالم قوة وضراوة الى حمل وديع قضى على أكثر من ألف انسان أي بمعدل 40 ضعف ما تمكن العدو الافتراضي أو الجاني من مسلحي حماس القضاء عليه من الطرف الاسرائيلي
يعني كل قتيل اسرائيلي يقابله 40 شهيد فلسطيني
أما بالنسبة للجرحى فقد وصلت النسبة الى أكثر من 100 جريح فلسطيني تقريبا أمام كل جريح اسرائيلي
طبعا هذه المرة ليست ولن تكون الأولى في قلب الأبيض أسود وبالعكس على مبدأ خلف خلاف وبيض هالجوهرة ولاتخاف بافتراض أن رئيس الدولة الاسرائيلية الحالي هو من حملة جائزة نوبل في السلام وياسلام
الكل يذكر كيف تقلب وتشقلب وضع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرقات من أكبر ارهابي على وجه الارض -حسب الدعاية الموجهة مسبقة الدفع والقبض والبلع- الى نوبل في السلام ومن ثم الى ارهابي مرة أخرى في رقص حنجلة هي أشبه بالمهزلة لايحتاج فك خطوطها الى عبقرية أو فطحلة أو عنتريات أو مرجلة انما الأمور واضحة وأكثر من مفضوحة وفاضحة
وان كانت دولة اسرائيل الحالية المرفوضة من العرب شعوبا -وهنا نترك آراء متصرفي العربان جانبا لأن آراءهم لاتسري الا على مواطنيهم ولاتقيم لهم اسرائيل وزنا ولا نغما ولاشجنا- ومن العديد من منظمات اليهود غير الصهيونية والتي لاتعترف باسرائيل من أصل الحكاية والرواية باعتبار أن تجمع اليهود قبل مجيء الارادة الالهية وظهور المخلص هو ضرب من الخيال ومخالفة للعقيدة اليهودية أصلا وفصلا
ولأن الرواية من أصلها هي مخططات بعيدة المدى والصدى تجند لها الدول والمليارات وهي نوع من الصليبية المتطورة والتي حولت الصراع الاسلامي المسيحي حول المقدسات الى صراع ثلاثي القطب يعني بالمشرمحي يقوم اليهود فيه بدور الفتيل مع شوية آهات وأنات وولاويل
ولعل رفض أكثر من 12 مليون يهودي في باقي العالم المجيء الى اسرائيل ولكل تعليلاته وأسبابه وعدم تسليم المقدسات المسيحية ذات الأهمية القصوى الى اليهود انما الى مسلمين كما هو الحال في مغارة المهد ومفتاح كنيسة القيامة الا تأكيدا لماسبق من الفجر الى الغسق
وان وجود دولة محاطة بثلاثة أسوار بعيون الحاسد تبلى بالعمى وخير اللهم اجعلو خير وخير ياطير يعني جدار عازل وحدود ملغومة وقوات دولية على طرفي الحدود ناهيك عن كل أجهزة التنصت والمراقبة وجحافل البصاصة والعساسة والمصاصة وخبراء شمشمة الأخبار والأسرار لحماية من يسكن الدار التي تحولت الى معتقل كبير يفوق معتقل غوانتاناموأو معتقل أبوغريب في معمعة من الخوف والترغيب والترهيب أذهلت العدو والحبيب وأجلست العباد في بلاد العربان على نار من لهيب قبيح وكئيب لهي دليل بحد ذاته أن أمرا ما غير منطقي ولايحتاج الى كثرة في اللغو واللعي والحكي
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان نفاقيات العربان في عالم السياسة والتي تتراوح مابين بعض من محاولات الكياسة مرورا بحالات من التعاسة وصولا الى أشد أنواع التياسة لاتخرج عن كونها نوعا من مناورات محلية الصنع وذاتية الدفع والبلع ارضاءا لتوجيهات عليا أشد نفاقا وقلبا للحقيقة من أبيض الى أسود وبالعكس في حالات شقلبة وبهلوانيات أذهلت الحشاشة وأدخلت عالم الحقيقة في سياسات اليوم في حالة من الهشاشة ماعادت تنطلي فيها الحيل والمناورات حتى على أطفال الأزقة والحارات
ولعل حقيقة أن خسائر الصراع الحالي في ال 18 سنة الأخيرة قد فاقت ال 12 ترليون دولار ناهيك عن أكثر من 15 مليون مهجر وطافش وفاركها من بلاد العربان وخاصة منها دول الجوار لاسرائيل ناهيك عن أكثر من 4 مليون قتيل وملايين الجرحى في معارك هامشية وجانبية أضرمت في المنطقة وآخرها العراق والسودان في سلسلة علي بابا والأربعين هارب ومناضل ومحارب
ولعل أكثر المشاهد ايلاما هو زوال الأقنعة المفاجئ والقبيح مؤخرا عن العديد من متصرفي العربان من صناديد آخر زمان الذين بدؤوا بتسديد قصفهم المركز على الفلسطينيين من أهالي غزة وتحديدا حماس
ولعل من مفارقات مايسمى السياسة العالمية هو أن الديمقراطيات المفصلة على القياس لم تعد تنطلي على الناس ومافوز حماس في انتخابات حرة ونزيهة وبحضور مراقبين دوليين الا عار على كل من يدعي عكس ذلك
وان استثنينا متصرفيات العربان حيث لاديمقراطية انما عربقراطيات تفصل وتقاس أشكالا وأجناس فان خروج أنياب الضواري عربانا وعجما لافتراس حماس وقطاع غزة الصغير ماهي الا مشهد من مشاهد عالم مريض وهزيل وصغير أذهلت سياسات البشر فيه الكبير والصغير والمقمط بالسرير وأضرت بهذا الكوكب المنير وبكل من يدب على وجهه من بشر وحجر وبعير

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: