السبت، 14 فبراير 2009

شباط مابين الاحباط والانحطاط



شباط مابين الاحباط والانحطاط
ان من يتابع تتابع أحدث المنطقة ولفلفة ولملمة الجراح والأتراح وتحويل الضحايا والأرواح الى مجرد ذكريات أشباح في عالم عربي يزداد انهيارا وانجرارا في غياهب الظلام البشري أو على الأقل في مايتعلق بحقوق البلاد والعباد والتي دخلت من زمان غينيس في طي النسيان
ملايين الضحايا في المنطقة منذقيام دولة اسرائيل عام 1948 وقيام أكثر من 22 بلدا عربيا وخير اللهم اجعلو خير لم يمنع من انحدارها واحدا تلو الآخر في أحضان الانقسامات والصراعات الضارية على الكراسي والمآسي داخليا وصراع الكراسي فيمابينها عربيا وجرجرة الكراسي طوعا أو كرها في فلك اسرائيل بحيث تهتز تلك الكراسي والعروش كلما اقتربت الانتخابات الاسرائيلية والأمريكية رعبا وطربا ولكل غايته ترقبا لتلك الانتخابات باعتبار أن حوالي ال 400 مليون عربي يتم ترتيب مصائرهم ومستقبلهم حكاما ومحكومين قشة لفة بجرة قلم مع كم عود ونغم وماعليهم الا مقولة نعم ارضاءا لمطالب العجم والا فان المسيرة ستؤول الى العدم
شهر شباط فبراير الذي تحول منذ أحداث سوريا الدامية عام 1982 وعلى رأسها مجزرة حماه والتي قضى فيها حوالي ال 30000 من خيرة أبناء المدينة مرورا باغتيال رفيق الحريري ومن ثم عماد مغنية في لبنان وسوريةوتداعيات الاعتداء على غزة المستمرة الى يومنا هذا
وان كان الاعلان عن وقف اطلاق النار نظريا لم يتحقق مجمله لحد اللحظة يجعل من هذا الشهر من أكثر أشهر العام دموية من ناحية سقوط الشهداء في صفوف المدنيين العرب ان اعتبرنا أن مجمل النكبات والنكسات والوكسات العسكرية وأمهات المعارك اللهم زيد وبارك كانت حروبا عسكرية بحته يعني صراعا بين أبناء المصلحة او بمعنى آخر كانت أكثر تخصصا من بربريات ماحصل في سوريا ولبنان وفلسطين تجاه المدنيين المسالمين
ولعل اصابتنا كبشر بالاحباط من حالات الفساد والانحطاط العربي من ناحية بيع المبادء والالتفاف على أية محاولة لنيل نوع من الحرية والاستقلال أو حتى مجرد الكلام عن أبسط حقوق الانسان واستمرار الهجماه الضارية لاخضاع وترويض كل من تسول له نفسه معارضة النظام المفروض القائم والدائم كالعود في عين الحسود في منطقتنا
بعد أحداث مدينة حماه السورية عام 1982 خرج الرئيس السوري حافظ الأسد بجملته الشهيرة -ماحدث في حماة حدث وانتهى-
والآن يتم ترويض وتنويم حماس في غزة تحت مناورات الأخوة والهدنة واعادة الاعمار ومتاهات ودهاليز المفاوضات تمهيدا للالتفاف عليهم كما حصل ويحصل التفافا على حزب الله اللبناني بعد جولات من المصالحات والهدنات والكاني ماني
عدم فتح المعابر مع غزة اليهودية منها والعربية لايوحي بأية ديمقراطية للتفاوض انما بين قوى غير متكافئة يتم فيها استعمال العربان تحت مسميات الأخوة لترويض وتنويم حماس في مظاهر افلاس عربي أذهل الناس وكل من لديه احساس تجاه ضحايا غزة ومآس عربية عدة تم فيها تجاوزها وتناسيها تحت مسميات ماحدث حدث وانتهى
ولعل مطالبة مايسمى بمحكمة الجنايات الدولية باعتقال الرئيس السوداني-وللتذكير بأن السودان هو أكبر دولة عربية حجما وأغزرها ثروات على الاطلاق- وتجاهل العديد من الساسة الاسرائيليين والعرب من الذين ارتكبوا ما ارتكبوا من فظائع ومازالوا يتمتعون بالحصانة والحرية التامة هو دليل على تسييس المعايير والضرب بعرض الحائط بمصائر الجماهير من ضحايا الأمس واليوم في عالم عربي لايعرف الا رب العباد مصيره ومستقبله
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
ماارتكبه الجيش الاسرائيلي من انتهاكات لحقوق الانسان وحقوق المدنيين أثناء حروبه مع جيرانه العرب لايجب بأي حال من الأحوال أن يجعلنا نفرط بحقوق ملايين ضحايا الاستعباد والفساد العربي والذي وان كان نتيجة غير مباشرة لأزمة الشرق الأوسط ومايحاك فيها وعليها من مؤامرات فان كل مدني دفع حياته ومستقبله وقودا لهكذا مؤامرات هو انسان ولايحق لأي كان تناسيه أو تجاهله ولايوجد بشر من فئة الخمس نجوم وبشر من فئة الربع نجمة وهنا لن ولا تنفع القبل وطقوس الشعوذة والدجل في طمس تلك الحقوق والمستحقات
وان كانت بعض من الدول العربية قد بدأت بمحاولات خجولة للصلح مع الماضي البغيض فان بعضها الآخر يرفض حتى مجرد التعليق أو ذكر ضحاياه باعتبارهم وحسب مقولة - ماحدث في الماضي حدث وانتهى- فعليه أن بتذكر أن اليهود على سبيل المثال لا الحصر يجبرون ألمانيا ولحد اليوم على تعويضهم عن مافعلته دولة هتلر في الحرب العالمية الثانية ويلاحقون ضباطه وأعوانه حتى ولو صعدوا الى القمر بينما يتناسى العربان بل ويوظفون الغربان تصدح في خراب مالطا طمسا ودعسا لحقوق بني البشر من العرب الذين تساقطوا ويتساقطون ولا يعلم الا الله سبحانه وتعالى متى يتوقف نزيف هذا العالم العربي البشري والاقتصادي لأن جحافل النفاق ومروضي الأنام والنعام مازالت تصول وتجول ترويضا لمقاومة غزة بدلا من مداواة جراح وأتراح مازالت تدمي في قلب وصميم هذه الأمة في عصرتحولت فيه الدماء والقيم والضمائر الى مجرد ترهات وثرثرة ويتحول فيها القتلة المهرة الى مجرد أحباب وأماجدا مكرمين بررة تماما كما تتحول الهزائم نصرا والنعيق شعرا في بلاد دخلت فيها حقوق العباد من زمان في طي النسيان وكان ياماكان
ولعل في مايلي بعضا من الوصف للحال هذا والله أعلم
عصر الثرثرة
أيا أمة القيل والقال
وصفصفة الكلام والثرثرة
أمازاد الكذب عن الحد
حتى صرنا أمة مسخرة
فبينما تسير الأنام قدما
نسارع في الخطا قهقرة
أمة الألحان والأحزان
مابين ناي ونكسة ومجزرة
أماشبعنا تهكما وتظلما
ضحايا النكات والآهات والكركرة
هم يسابقون الصواريخ
ونسابق الأحجار سقوطا وهرهرة
ماأكثر المؤتمرات والمؤامرات
وضجيج الهتافات والهوبرة
وماأكثر الغربان تنعق شؤما
تصم الآذان ضجيجا وشوشرة
ماعادت الأغصان تحمل ظلها
وضاقت بها فروع الشجرة
عرب نحن لامهرب
مهما تعددت الخيلاء والفشخرة
لنا في كل ركن مطلب
وللكرسي عندنا عشق ومأثرة
نحن نلعن ونغضب بينما
نقبل الأقدام وماأكثرا
ماأكثر الدماء ياعربي
بوطن صارلونه أحمرا
وماأغزر الخيرات ذاهبات
ذهبا أسودا وأصفرا
وتوأد الضمائر والذمم
في وطن أضحى مقبرة
والكل يدعي الصلاح
والفلاح والتقوى وماأشطرا
أكثر من عشرين قبيلة
وشيوخ القبائل عنترة
قبائل نفاق وشقاق
بداحس وغبراء وأقذرا
أهو ابتلاء من رب العباد
أم أنه قضاءا وقدرا
أن أصبحنا حاكما ومحكوما
نساق كالقطعان جرجرة
في أمة كانت للأنام ضياءا
وعزا بهاءا ومقدرة
أضحت تلاحق الرغيف
مطاردة الأسود للهررة
وتلتهم جحافل الضواري
العباد واليابس والأخضرا
وبيعت الأوطان والأزمان
بخسا ولاأبهى متجرا
وباع عنترة الهيبة
تاجرا فطحلا شهبندرا
فلولا أن للمقدسات ربا
يحميها من براثن العهرة
ومن أنياب الثعالب
وفتاوى الأتباع المهرة
لكان أشباه الأماجد
وسراب المكرمين البررة
حولوها بحجة الانفتاح
خانات وخمارات ومقمرة
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات: