الأربعاء، 18 فبراير 2009

المعارض المناضل مابين الكراسي والمكاحل



المعارض المناضل مابين الكراسي والمكاحل
لعل من آفات وعاهات السياسة والتمسك والتبرك بالكراسي وضراوة المناورات والمؤامرات ومتاهات السياسة وتأرجح محترفيها مابين الكياسة والتعاسة موالاة ومعارضة هو أن الضراوة لاتنطفئ ولاتخمد الا اذا تم ارسال المناضل الصنديد الى الطراوة يعني كحشه ودفشه اما بغدر أخوي أو باصطفاء الهي
ولعل حروب الكراسي الضروس وخير اللهم اجعلو خير وماينجم عنها من مآسي لاتنفع معها مهدئات ونظريات وتطمينات وتكذيبات وتأكيدات ومهاترات فلان وعلان في عالم السياسة الخطير الذي أذهل بعنفوانه الكبير والصغير والمقمط بالسرير حيث ألبس من ألبس الحرير أجلس من تبقى على الحصير مابين آهات وتعتير
قد يكون من أهم وأبرز مكونات ومقومات سياسيينا المحترمين أنه حتى ولو وصل أحدهم الى آخر عمره أو بالشامي العريض على حافة قبرو وعلى مبدأ مشي خشبو والعمى ضربو فان السياسي الصنديد والوحيد والفريد يتابع مسيرته في التنجيم والتغريد بغد أفضل وكرسي من مخمل يجلس عليه ومن سيخلفه من مقربيه وحوله وحواليه قائما دائما كالعود في عين الحسود
وان كنت قد نهوت الى ضراوة الصراع على الكراسي في الدول الجمهورية أكثر من المتمتعة منها سرمدا بالنعمة الملكية الأبدية حيث يكون هنا الصراع أقل ضراوة لأن هناك مرجعية واحدة صامدة وهي الملك او السلطان وهنا لايمكن لمن هب ودب وكان أن يصارع صاحب الجلالة على جلالته وهيبته وسيادته
لكن المشهد قد يحبو ويحذو منحى آخر عندما يتم الحديث عن المعارضة وخاصة في جمهوريات الصراع على السطح وفي القاع على الكرسي وتحديدا في جمهوريات العربان وخاصة منها التي لاتقيم وزنا للانسان وتغير سياساتها أشكالا وألوان تجاوزا لتغيرات العصر والأوان عبر مسميات وعراضات وابتسامات وغمزات الحيتان تغازل الصيصان ارضاءا لأوامر عليا من قوى صاحبة المهابة والشان
المعارضة لهكذا أنظمة وخاصة المنفية منها والتي تقبع في بلاد تقيم للانسان وزنا بحيث تنأى عن بطش ودفش تلك الأنظمة قد لاتكون بأفضل حال من ناحية صراع الكراسي والزعامات وتهميش الآخر بحيث تتحول الى كثير من الحالات الى مجرد تجمعات تهتف بحياة المعارض المناضل والذي يخضع بدوره الى عوامل الزمن والدهر وتقدم العمر وتقوس وانحناء الظهر مهما دعى له الآخرون بطول العمر وتغنوا في مواصفاته نثرا وشعر
بطبيعة الحال وهذا حق مشروع لأي كان هو أن يرى وطنه ولو بنظرة وداع بعد أن ذهب العمر وضاع وأن يحاول بماتيسر من جهد وأخذ ورد أن يرجع الى وطنه بعد غياب قسري ونفي مستشري
ولعل الخطر هنا هو أن يقوم البعض كما حصل ويحصل ببيع مبادئ وقيم طالما قد تغنوا بها وأطربونا بل وأصمونا عن حريات وكرامات وديمقراطيات ضائعات وعن النضال والصمود انتظارا لليوم الموعود مع كم نغم وناي وعود
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان تغاضي البعض واعتزاله للعمل السياسي الموالي أو المعارض وتخليه عن مبادئه قد يكون فرديا وهنا لكل دوافعه وأسبابه لكن أن يقوم الصنديد بمحاولة جرجرة تجمعات وجماعات بل وتيارات بأكملها طمعا وجشعا في فتات شخصي ومآرب آنية وذاتية فهو شذوذ وبيع وخيانة لقيم تتم التضحية بها نظرا لأن الصنديد قد نظر الى شعره وهو يزداد بياضا ويديه وهي تزداد ارتعاشا وبدأ ظهره بالتقوس واالانحناء انتظارا ليوم الحرية الشماء بمعنى أنه قد دخل وهذا حق على الجميع في أرذل العمر أو مرحلة مشي خشبو بحيث يدخل تباعا في صراع يابتلحق يامابتلحق
وتحاشيا وخوفا ورعبا من يوم المصير المحتوم وتحول عظام النشمي المناضل الى مكاحل فانه -وهنا أتكلم عن البعض وعذرا من كل شريف في أية معارضة شريفة- يبدأ ببيع مالديه من قيم وذمم وخدم وحشم ومعلومات وجماعات بالجملة او على مراحل تحت مسميات وخزعبلات أذهلت الحشاشة وأهل السياسة والبشاشة
لن أطيل في المضمون لأن زماننا الملعون ومايرافقه من جنون قد لخبط وخربط المقاييس والمقاسات وزاد من جرعات وتتابع النكسات والنكبات والكبوات والهفوات ولكه نابع من أن بعضهم قد قرر ومن ثم برر لأنه وببساطة قد شعر بأن العمر قد مضى وآن وقت الرجوع حتى ولو كان في ثمن ذلك الرجوع بيع القيم والمبادئ والجموع
في متصرفيات سابقت العصر والأوان في صراع الزعامات أشكالا وألوان ليس غريبا مبادلة وتبادل الكراسي والطرابيش في عالم من العميان والطرشان حيث لاقيمة للانسان لأن حقوقه قد دخلت من زمان في طي النسيان وكان ياماكان
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: