وطن الدومري
أولا وقبل كل شيء لمن لايعرف معنى هذه الكلمه الظريفه الدومري هي كلمه كانت تطلق أيام العثمانيين على من كانت وظيفته اشعال الفوانيس والشعلات الليليه لاضاءه شوارع وأزقه المدن قبل عصر الكهرباء
كانت وظيفته كالمسحراتي في رمضان وكالعساسه في جنح الظلام وظيفه تتسم بالجساره والتضحيه لأنها كانت تتم في الظلام الدامس في شوارع خاليه من الماره اللهم الا من تقطعت بهم السبل فافترشوا الارض والتحفوا السماء
المهم وخير اللهم اجعلو خير في بلاد الشام يقال مافي الدومري أي حتى ذلك الرجل صنديد الظلام قد اختفى امعانا في اقفار المشهد وخلوه من البشر كما يطلق البعض عبارات مثل آخر ماعمر الله أو لوصف القاحل والمقفر والبعيد جدا يقال أراضي مالحه ووجوه كالحه
المهم وخير اللهم اجعلو خير تتميز السياسه في بلادنا العليه كما في أغلب الدول العربيه بسياده التطفيش والتهميش والتدفيش والتطنيش وكلو مافيش حتى يصل المرء الى درجه انه ان استمرت الحال فقد يصدق الامريكان يوما عندما قال أحدهم أنهم يبحثون عن موقع على المريخ أو كوكب آخر ليتركو لنا الأرض لأننا وببساطه كسوريون خاصه وكعرب عامه أصبحنا في كل مكان من تحت الشجره حتى آخر مجره وكلنا نحمل الصره والبقجه والجره والله مع الشباب
لكن الى أين؟
الجواب يكون أولا خلينا ننفذ بريشنا وبعدين الله مابينسى عباده
بينما كانت الهجره في منتصف القرن العشرين حتى أواخر السبعينيات كانت شبه مقتصره على الباحثين عن العلم المتجهين غربا اي الى اوربا وأمريكا وللعمل شرقا أي الى دول الخليج
الآن أصبحت الهجره في أي زمان ومكان في سوريا الى أي مكان في العالم بدءا من خورفكان مرورا بجزر القمر ومدغشقر حتى جزر تونغا والواق الواق وبوركينا فاسو وكلو بيفركها على حظو ومقاسو ولو رفعت صخره في أقصى مجاهل الأمازون أو صحارى كالاهاري ستجد عربيا شامخا وصامدا ومنهمكا بتقليب الرزق والسعي عالواقف والمنبطح والمنجعي
حتى المسؤولين السورين وغيرهم في أصقاع العالم العربي قد مهدوا طريق السلامه قبل زوال النعمه وحلول الندامه عبر حصولهم على جنسيات واقامات دول غربيه وخاصه أمريكا وكندا ونقل عائلاتهم اليها عده وعددا
هذا في الحال السوري لكن اذا نظرنا للحال العربي من خليجه الى محيطه وبرغم الخيرات والثروات التي تطمره وتحيطه نجد الحقائب جاهزه وجوازات السفر في اليد وطوابير السفر والضجر تغزو كل مكان في عالمنا العربي حتى أصبح الجميع مشروع ابن بوطه وأرجل متأهبه وممطوطه لأي لحظه تغفل فيها سلطات البلاد أو غيرها حتى تجد جيوشا عرمرما قد خرجت والى غير رجعه وبدون أن تذرف خلفها حتى دمعه
قصص ألف ليله وليله في سرد الهجره العربيه مابين خطط ومشاريع وضحايا لاتنتهي وما رأيناه حين انهيار حدود غزه مع مصر الا مشهدا قد يتكرر اذا فتحت أي دوله حدودها وشعارها مع ألف سلامه وابتسامه
في حال غزه كان تسونامي الاجتياح للحدود بسبب الجوع الآني وعندما امتلأت البطون ووجد أهل غزه أن شعب مصر يعاني نفس الجوع وعلى مبدأ جبتك باعبد المعين لتعين رجع أهالي غزه لبيوتهم
يكفي القاء نظره على اجتياح من يسمح لهم بالاجتياح من أهالي شمال المغرب من المناطق المجاوره لمدينتي سبته ومليليه الخاضعتين للاداره الاسبانيه ليرى مدى البؤس العربي وماذا سيحصل لوفتحت الابواب
مدينه سبته مثلا عدد سكانها 65000 يتم اجتياحها يوميا بضعف عدد سكانها هذا مع العلم أن السماح هو حصريا لأهالي مدينه تطوان المجاوره والسماح فقط لدخول المدينه وليس لبقيه التراب الاسباني ورغم صغر المدينه فان مجرد الامل وعل وعسى يجذب الآلاف من أبناء بقيه المغرب للهجره الى الشمال وتحديد الاقامه في مدينه تطوان المجاوره ليسمح لهم فيما بعد بالدخول الى سبته عل الظروف تواتي يوما للتسلل عبر الميناء الى أي باخره متجهه الى اسبانيا أو الحصول على اقامه بأي ظرف ووسيله
ناهيك عن قوارب الموت المتجهه الى اسبانيا على مبدأ ياقاتل يا مقتول
هذا المشهد اليومي المتكرر كل حسب ظروفه في كل أرجاء العالم العربي فمن منظر المهاجرين عبر الجبال التركيه الى اليونان والقفز على ومن تحت الأسلاك الشائكه والزوارق المتسلله الى أي من جزرها كذلك الامر في تونس وليبيا باتجاه ايطاليا ناهيك عن مصانع وفبارك جوازات السفر المزوره والمسروقه ولصق الصور والتأشيرات وطبخ الحيل والديباجات عل ذلك يستدرج عطف أي من عمال السفارات ويتم نتر ختم السفاره وبسرعه البرق على أول طياره أو سياره أو طرطوره أو توك توك أو حتى على ظهر الحماره المهم أن يتم القاء ظل الفقر والنقر والتعتير خلف حدود الوطن
طبعا لاحاجه لذكر الاسباب لأنها معروفه للصغير والكبير والمقمط بالسرير وأهل مكه أدرى بشعابها
جل بلادنا العربيه وحسب اعلامها الرسمي هي جنات الله على أرضه لكن الحقيقه هو أن كل شيئ بقي على أرضه منذ أكثر من قرن مقارنه ببقيه العالم المتحضر اقتصاديا وثقافيا وفكريا الا اذا افترضنا أن تقليد الغرب في بعض قشوره يعتبر حضاره وأن سراب الحريه والديمقراطيه ووعود الحبر على الورق تقدما ورقيا وتحرير أوساط الراقصات وتحويل بلاد الحضارات الى حانات وخمارات وبلاد كسوريا مثلا من بلاد خيرات وملتقى طريق الحرير الى بلاد عالحديده وعالحصير وملتقي لطريق البعير من رواد مؤسسات افسدوا حتى تسعدوا أو بالعاميه اصطهجوا حتى تنفلجوا
بينما تتساقط الدولارات على بعضهم بحق أو بدونه يتساقط الآلاف من العرب جوعا ومرضا وآلاف أخرى تحت قنابل ورصاص هنا وهناك ومن حالفه الحظ في عالمنا العربي المكتظ فيخضع لمراقبه حكوماته ومخابراتها ليس خوفا عليه بل خوفا منه وما ان يترك بلدا عربيا الى آخر تستلمه مخابرات البلد المضيف وعالناعم وعالخفيف بالمراقبه والمتابعه لأن الخوف هنا مضاعف أولا منه كعربي وثانيا خشيه أن يكون عميلا لبلده أو لمن يدفع أكثر لهذا الفقير المعتر
المهم وخير اللهم اجعلو خير لو تركت الحدود العربيه على مصراعيها في يومنا هذا لتمنى حتى الموتى ترك قبورهم واللحاق حفاه عراه بجحافل المودعين والطافشين والدافشين والمدفشين حتى فراغ البلاد من العباد تاركين الشقى لمن بقى هذا ان بقي أحد
وكأنني هنا أستذكر سؤال أحدهم للآخر عندما مرت طائرتهم فوق بلد عربي حين قال أنني لا أرى أحدا فأجابه الآخر ألا تعرف أن الانسان العربي مسحوق
الى متى ستبقى بلادنا على هذا الحال وهل سننتظر على هذا الحال حتى يتحول وطننا العربي الى وطن الدومري
د.مرادآغا
أولا وقبل كل شيء لمن لايعرف معنى هذه الكلمه الظريفه الدومري هي كلمه كانت تطلق أيام العثمانيين على من كانت وظيفته اشعال الفوانيس والشعلات الليليه لاضاءه شوارع وأزقه المدن قبل عصر الكهرباء
كانت وظيفته كالمسحراتي في رمضان وكالعساسه في جنح الظلام وظيفه تتسم بالجساره والتضحيه لأنها كانت تتم في الظلام الدامس في شوارع خاليه من الماره اللهم الا من تقطعت بهم السبل فافترشوا الارض والتحفوا السماء
المهم وخير اللهم اجعلو خير في بلاد الشام يقال مافي الدومري أي حتى ذلك الرجل صنديد الظلام قد اختفى امعانا في اقفار المشهد وخلوه من البشر كما يطلق البعض عبارات مثل آخر ماعمر الله أو لوصف القاحل والمقفر والبعيد جدا يقال أراضي مالحه ووجوه كالحه
المهم وخير اللهم اجعلو خير تتميز السياسه في بلادنا العليه كما في أغلب الدول العربيه بسياده التطفيش والتهميش والتدفيش والتطنيش وكلو مافيش حتى يصل المرء الى درجه انه ان استمرت الحال فقد يصدق الامريكان يوما عندما قال أحدهم أنهم يبحثون عن موقع على المريخ أو كوكب آخر ليتركو لنا الأرض لأننا وببساطه كسوريون خاصه وكعرب عامه أصبحنا في كل مكان من تحت الشجره حتى آخر مجره وكلنا نحمل الصره والبقجه والجره والله مع الشباب
لكن الى أين؟
الجواب يكون أولا خلينا ننفذ بريشنا وبعدين الله مابينسى عباده
بينما كانت الهجره في منتصف القرن العشرين حتى أواخر السبعينيات كانت شبه مقتصره على الباحثين عن العلم المتجهين غربا اي الى اوربا وأمريكا وللعمل شرقا أي الى دول الخليج
الآن أصبحت الهجره في أي زمان ومكان في سوريا الى أي مكان في العالم بدءا من خورفكان مرورا بجزر القمر ومدغشقر حتى جزر تونغا والواق الواق وبوركينا فاسو وكلو بيفركها على حظو ومقاسو ولو رفعت صخره في أقصى مجاهل الأمازون أو صحارى كالاهاري ستجد عربيا شامخا وصامدا ومنهمكا بتقليب الرزق والسعي عالواقف والمنبطح والمنجعي
حتى المسؤولين السورين وغيرهم في أصقاع العالم العربي قد مهدوا طريق السلامه قبل زوال النعمه وحلول الندامه عبر حصولهم على جنسيات واقامات دول غربيه وخاصه أمريكا وكندا ونقل عائلاتهم اليها عده وعددا
هذا في الحال السوري لكن اذا نظرنا للحال العربي من خليجه الى محيطه وبرغم الخيرات والثروات التي تطمره وتحيطه نجد الحقائب جاهزه وجوازات السفر في اليد وطوابير السفر والضجر تغزو كل مكان في عالمنا العربي حتى أصبح الجميع مشروع ابن بوطه وأرجل متأهبه وممطوطه لأي لحظه تغفل فيها سلطات البلاد أو غيرها حتى تجد جيوشا عرمرما قد خرجت والى غير رجعه وبدون أن تذرف خلفها حتى دمعه
قصص ألف ليله وليله في سرد الهجره العربيه مابين خطط ومشاريع وضحايا لاتنتهي وما رأيناه حين انهيار حدود غزه مع مصر الا مشهدا قد يتكرر اذا فتحت أي دوله حدودها وشعارها مع ألف سلامه وابتسامه
في حال غزه كان تسونامي الاجتياح للحدود بسبب الجوع الآني وعندما امتلأت البطون ووجد أهل غزه أن شعب مصر يعاني نفس الجوع وعلى مبدأ جبتك باعبد المعين لتعين رجع أهالي غزه لبيوتهم
يكفي القاء نظره على اجتياح من يسمح لهم بالاجتياح من أهالي شمال المغرب من المناطق المجاوره لمدينتي سبته ومليليه الخاضعتين للاداره الاسبانيه ليرى مدى البؤس العربي وماذا سيحصل لوفتحت الابواب
مدينه سبته مثلا عدد سكانها 65000 يتم اجتياحها يوميا بضعف عدد سكانها هذا مع العلم أن السماح هو حصريا لأهالي مدينه تطوان المجاوره والسماح فقط لدخول المدينه وليس لبقيه التراب الاسباني ورغم صغر المدينه فان مجرد الامل وعل وعسى يجذب الآلاف من أبناء بقيه المغرب للهجره الى الشمال وتحديد الاقامه في مدينه تطوان المجاوره ليسمح لهم فيما بعد بالدخول الى سبته عل الظروف تواتي يوما للتسلل عبر الميناء الى أي باخره متجهه الى اسبانيا أو الحصول على اقامه بأي ظرف ووسيله
ناهيك عن قوارب الموت المتجهه الى اسبانيا على مبدأ ياقاتل يا مقتول
هذا المشهد اليومي المتكرر كل حسب ظروفه في كل أرجاء العالم العربي فمن منظر المهاجرين عبر الجبال التركيه الى اليونان والقفز على ومن تحت الأسلاك الشائكه والزوارق المتسلله الى أي من جزرها كذلك الامر في تونس وليبيا باتجاه ايطاليا ناهيك عن مصانع وفبارك جوازات السفر المزوره والمسروقه ولصق الصور والتأشيرات وطبخ الحيل والديباجات عل ذلك يستدرج عطف أي من عمال السفارات ويتم نتر ختم السفاره وبسرعه البرق على أول طياره أو سياره أو طرطوره أو توك توك أو حتى على ظهر الحماره المهم أن يتم القاء ظل الفقر والنقر والتعتير خلف حدود الوطن
طبعا لاحاجه لذكر الاسباب لأنها معروفه للصغير والكبير والمقمط بالسرير وأهل مكه أدرى بشعابها
جل بلادنا العربيه وحسب اعلامها الرسمي هي جنات الله على أرضه لكن الحقيقه هو أن كل شيئ بقي على أرضه منذ أكثر من قرن مقارنه ببقيه العالم المتحضر اقتصاديا وثقافيا وفكريا الا اذا افترضنا أن تقليد الغرب في بعض قشوره يعتبر حضاره وأن سراب الحريه والديمقراطيه ووعود الحبر على الورق تقدما ورقيا وتحرير أوساط الراقصات وتحويل بلاد الحضارات الى حانات وخمارات وبلاد كسوريا مثلا من بلاد خيرات وملتقى طريق الحرير الى بلاد عالحديده وعالحصير وملتقي لطريق البعير من رواد مؤسسات افسدوا حتى تسعدوا أو بالعاميه اصطهجوا حتى تنفلجوا
بينما تتساقط الدولارات على بعضهم بحق أو بدونه يتساقط الآلاف من العرب جوعا ومرضا وآلاف أخرى تحت قنابل ورصاص هنا وهناك ومن حالفه الحظ في عالمنا العربي المكتظ فيخضع لمراقبه حكوماته ومخابراتها ليس خوفا عليه بل خوفا منه وما ان يترك بلدا عربيا الى آخر تستلمه مخابرات البلد المضيف وعالناعم وعالخفيف بالمراقبه والمتابعه لأن الخوف هنا مضاعف أولا منه كعربي وثانيا خشيه أن يكون عميلا لبلده أو لمن يدفع أكثر لهذا الفقير المعتر
المهم وخير اللهم اجعلو خير لو تركت الحدود العربيه على مصراعيها في يومنا هذا لتمنى حتى الموتى ترك قبورهم واللحاق حفاه عراه بجحافل المودعين والطافشين والدافشين والمدفشين حتى فراغ البلاد من العباد تاركين الشقى لمن بقى هذا ان بقي أحد
وكأنني هنا أستذكر سؤال أحدهم للآخر عندما مرت طائرتهم فوق بلد عربي حين قال أنني لا أرى أحدا فأجابه الآخر ألا تعرف أن الانسان العربي مسحوق
الى متى ستبقى بلادنا على هذا الحال وهل سننتظر على هذا الحال حتى يتحول وطننا العربي الى وطن الدومري
د.مرادآغا
حال وطن
عجبت لحال وطن................عربي ممزق الاشلاء
عجزت بوصف داء...............عضال عزه الشفاء
نوايا تخفي خبايا..............ونفاق يملؤ الأرجاء
وقمما تغطي ذمما...........ووعودا أصبحت أصداء
نحن نعبد الله.....................ونكذب الأنبياء
كم صحابي قتل....................وكم من الأولياء
ماعرفنا يوما مسارا....................وماعرفنا ولاء
كم تملقنا هذا ..................وكم هجونا هؤلاء
عواطفا لامواقفا...................تخبطا بلا صفاء
للحجاج سمعا وطوعا................وللحق لا ولاء
لا وصف هو سائغ............وان تعددت الأسماء
وللطغاه جوقه مرصعه........بذقون ومسابح وفقهاء
لادين يحترم ولا...............أهل فضل وعلماء
وكل كلمه حق...................مصير أهلها الخفاء
وصار الحر ذليلا.............وجياعا تنشد الكرماء
مال القوم تلاشى.............في كنوز طمع ودهاء
لاوعود تتحقق ولا..............قسما بكسر الهاء
كله ضحك على اللحى...............خلفه قوم خبثاء
فلاحريه قادمه ولا..............سراب تحرير قد جاء
وبلاد تذل كبارها..............من أهل كرم وفداء
د.مرادآغا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق