الثلاثاء، 29 أبريل 2008

البديع الكافي في ترويض الجائع والحافي



البديع الكافي في ترويض الجائع والحافي
في خضم مانتناوله من مصير ومستقبل مجهول للمنطقه متناسين وخير اللهم اجعلو خير أن هناك حربا ضروس لاتقل بل على العكس أشد ضراوه من تحضير العدة والعتاد وتسخين الطائرات والنقافات وراجمات الصواريخ والشواريخ
وهي أن درجه الغلاء وتساقط الجياع وتحول شعوب بأسرها الى هياكل عظمية هو أشد كارثية من مجرد تحريك العده والعدد
المثال السوري واللبناني بالمعية هما مثالان عن تزايد الغلاء وضعف القوة الشرائية التدريجي لمواطني البلدين نتيجة لاتصالهما المباشر من جهه ونتيجه تدخل وتغلغل الأول في الثاني ومقدراته واستقراره من جهه أخرى
وان كان مايميز شعوبنا في سوريا ولبنان هو عزة النفس والكرامة والعلياء أمام الحاجة والفقر لكن كماشة الجوع والخنوع والتي تزداد يوما بعد يوم وخاصة أن مايسمى بالعصرنة وشراء السيارة ودفع أقساط المحمول وكل مايمكن شراؤه بالتقسيط المريح سيوصل صراخ هؤلاء البسطاء قريبا الى المريخ
في بلادنا العليه ذات الطله البهيه وأقصد هنا الحال السوري حصرا حيث يجبر الانسان البسيط ولجد اللحظه على الهوبره والقفز والقمز كلما دق الكوز بالجره ودخلت البلاد في احتفالات القضاء على الرجعية وتحويلها الى تقدميه وبالمعيه أو الانتصار المبين على الغاصبين أو منجزات الحركات التصحيحيه والخطط الخمسيه التي شرشحت الفقر وأدخلته في النمليه
ان أكثر مايدهش العاقل و حتى السكران أوالمحشش هو أن الخنوع والخضوع والركوع وتحويل المستقيم الى ملتو بعد أن يلف الكوع ومايرافقه من جوع نجده عادة عندما يكون الظالم هو من أبناء البلد أي من نفس المصنع حتى لو رمى العباد بالطيارة والمدفع
أما وخير اللهم اجعلو خير عندما يأتي ظالم من العجم أي من مصنع مغاير وقتها وبلمح البصر يتحول المعتر والغلبان الى سوبرمان ويتحول الحباب الى أبو الشباب والهزيل الى فيل ومن أقربو يصبح الجميع شمشوم الجبار ورامبو ويصبح القصاص واقتناص المحتل والمستغل واجبا وطنيا وشعارا أزليا
لذلك وكما رأينا سابقا بالحال العراقي عندما عندما أحست البريه بزوال نظام صدام بدأت الملايين بحرق الصور والملصقات ومارافقها من هوبرات ودبكات
وما ان استفاق العباد على أن البلد محتل بدأت الانتفاضه ضد هذا المحتل ومازالت لحد اللحظه
لذلك والسؤال المطروح ماهو الفرق بين محتل ومستحل للبلاد والعباد سواء كان صناعة وطنية أم أجنبية ولماذا لاتتحرك الجموع حتى لو داخت وأغمي عليها من الجوع والخنوع وتحولت الى هياكل عظميه تحمل الأعلام و صور الأحياء والأموات من أبطال الصمود المصمودين كالعود في عين الحسود
بغض النظر عن أيهما أفضل أو أسوأ فان كلا الحالين الاستعمار والاحتلال الوطني لمقدرات البلاد والذي لايخرج عن كونه استعمارا خارجيا وبالنيابه والاستعمار والاحتلال الخارجي المباشر المطبق مثلا في العراق فان كلا الحالين هما قتل وفقر وتشرد وجوع
لماذا لاتهتز الهمم والضمائر عندما يجلس على أعناقنا ومقدراتنا أبناء البلد وينظفون البلاد من الثروات بعد شفطها وشحطها الى حساباتهم الخارجية وتنظيف البلاد من خيرة أبنائها عالخفيف والناعم وبشكل مستمر ودائم
لماذا لاتهتز هذه الضمائر والهمم أما رؤيه الجياع والحفاة ونابشي حاويات القمامه ناهيك عن المشردين والمشرشحين
لماذا لاتهتز تلك الهمم والضمائر أمام مشاهد سوق فلان وعلان الى جهه مجهولة وتواريه عن الأنظار شهورا وسنوات ولاحق لأي كان بالسؤال عنه أو حتى نطق اسمه
هل ضحايا حكم أولاد البلد هم من الذباب بينما ضحايا المحتل الأجنبي هم شهداء وأحباب
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي فان الظلم واحد مهما تعددت أشكاله وألوانه واسكات العباد وتعطيل أفواههم عن الكلام والأكل والشراب لهي الطامة الكبرى والتي لم نعاني منها أبدا ولم نعرف لها مثيلا قط
ارحموا هؤلاء الجياع يكفيهم ما ابتلاهم به القدر من هكذا نظام ويكفيهم صفوف الكلام والعلاك المصدي وتحويله الى صمود وتصدي
يكفيهم الجوع والفاقه رفيقا أمام سيول الرفاق والهتافات وحمل الصور والملصقات والتي يدفع بعضهم من راتبه الهزيل ثمنا لها في مناورات واستعراضات لم تعد تنطلي في يومنا هذا حتى على جموع الحشاشه والدويخه وأهل السلطنه والبشاشة
هم بشر وليسو قطعانا أو جموع يتم تدريبها على الخنوع والركوع الجوع وماعدا ذلك يدخل موسوعه غينيس في الممنوع
أطعموهم
أماكفاكم رؤية الجياع
في زمن الضياع
هياكل عظمية
أماكفاهم الركوع
والذل والخضوع
ومعالم البلية
أما كفاهم حصارا
وقتلا ودمارا
وسوء الطالع والمنية
لوكانت الشعارات خبزا
والهتافات ماءا
لكنا أغنى البرية
ولوكان التهديد والوعيد
القديم والجديد
يرجع الحرية
ولو كان افراغ الجيوب
والعقول والبطون
ينصف القضية
وتقديم القرابين
بلا أسماء وعناوين
قطعانا بشرية
أين هي الخيرات
وأين هي الثروات
أم أنها منسية
هل نهش المساكين
وتعذيب المساجين
تسمونها وطنية
هل أصبح الجولان
وفلسطين ولبنان
سلعة وهمية
في سوق النخاسة
والنكبة والنكسة
وأهداف دنية
ألا يحق للمشردين
وجيوش الجائعين
بعضا من انسانية
أليسو بشرا
جمعا ونفرا
أليس لهم هوية
حرمتموهم اللقمة
وبراءه البسمة
والوجوه الندية
طمرتموهم شعارات
وصور الأحياء والأموات
وحركات تصحيحية
ووعود الرخاء
والوحدة والاخاء
وحرية واشتراكية
وعدتموهم النصر
واسترجاع الأرض
والمعارك الفورية
ومارؤوا منكم الا
جوعا وخنوعا
واستعراضات هزلية
أطعموا الجياع
كفاكم هزلا
وقفزات بهلوانية
فليس في سورية
لكم من مصدق
أو ذرة من الشرعية
د.مرادآغا
www.alhurriah.blogspot.com




ليست هناك تعليقات: