الجمعة، 4 ديسمبر 2009

مابين المنبطح والمتردي في مآثر المهاتما غاندي



مابين المنبطح والمتردي في مآثر المهاتما غاندي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

في احدى زياراتي لمصر المحروسة على ساكنيها وسائر ديار المسلمين أطيب التحيات والسلامات والتمنيات بزمان أفضل وأكمل آمين.

ذهبت أثناء تلك الزيارة الى منزل الأخ العزير شاعر الشعب أحمد فؤاد نجم ممثل وسفير الفقراء والمحتاجين والمنتدب حقا وحقيقة من قبل الأمم المتحدة لهكذا غاية نظرا لسيرته ومسيرته الخيرة والنيرة والمتواضعة المعروفة لدى ساكني مصر وباقي المتصرفيات العربية من مثقفين وشعراء فقراءا كانوا أم أمراء
أحمد فؤاد نجم له مقالات مهمة للغاية في جريدة الدستور المصرية في حلاوة أيام زمان وفي قهوة الحبايب -حبايبنا- على قناة دريم المصرية اضافة لاستضافته ضيفا عزيزا في العديد من الصحف والقنوات الفضائية المصرية والعربية.

كان بيت العم نجم بيتا متواضعا في بناء متواضع ومتضعضع في حي فقير على جبل المقطم لم أجد صعوبة في الوصول اليه لأن الرجل أشهر من نار على علم ولا يحتاج الوصول اليه الى واسطات أو دف ونغم

تحدثت مع الشاعر الكبير العم نجم أو -أبو النجوم- عن العديد من مصائب ومتاعب الأمة وكيفية وخير اللهم اجعلو خير الوصول الى حلول أو على الأقل تصورات لحل تلك المصائب والمتاعب سيما وأن الرجل أو على الأقل هي رؤيتي فيه يمثل الى حد كبير صورة المهاتما غاندي في بلده يعني التواضع والثقافة والتأمل والعناد والطموح ومحبة العباد كلها قشة لفة مجتمعة في شخص ما -مع التنويه أن ميول الرجل اليسارية ومعارضته لبعض من هفوات الزعيم جمال عبد الناصر قد تحد ولو بشكل طفيف من تقبل مجمل الشارع المصري أو على الأقل لدى قسم من مثقفيه- مما يجعل من الرجل ان سنحت له الظروف والفرص مؤهلا الى حد كبير أن يقود شعبا قد أصابه اليأس والقرف ممارأى وماعرف تماما كسائر شعوب عالم العربان من فساد واستعباد فاحت رائحته المكان والزمان وكان ياماكان

أخبرني العم نجم بينما كنا نحتسي الشاي ونسلطن على قطع من البسبوسة أن أحد زعماء حركة كفاية قد رجاه بمافيه الكفاية أن يخبره عن سر لماذا لاتستجيب الأنام لتحريضات وتحفيزات قوى المعارضة من جماعات وأحزاب حتى ولو كانت من نوع على حزب وداد قلبي يابوي ولماذا لايخرج من صفوفها شي كم صنديد من فئة الكاوبوي محركا ومسيرا للجموع كاسرا الممنوع بدلا من مسكنات ومحششات احنا غلابة ومغرم صبابا وبحب الريس يابا.

كان جواب العم نجم أن سأل القيادي في حركة كفاية عن ان كانوا قد جلسوا مع الفقراء بل ووقفوا وانمعسوا واندعسوا معهم تدافعا على طابور العيش وشاطروهم قدرة الفول ورغيف العيش وكشري النور وعليك نور من عندك لأيمن نور

كان السؤال واضحا وجليا ومزلزلا بمعنى أن سؤال العم نجم كان هو الجواب بعينه يعني ضرب عصفورين بحجر وأهبط التوك توك على سطح القمر

المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة

الموضوع برمته ومن باب توته توته خلصت الحدوته وهات من الآخر متمحورا حول التواضع ثم التواضع ثم التواضع يعني يجب على السياسي أن يكون من العوام والى العوام ان اراد أن يصبح مع الأيام حاكم ومسيرا للأنام يستمع اليهم ولايترفع عنهم يعني يكون معدنه أصيل يزور الفقير والعليل ويحس بأهالي مصر من طابا الى مرسى مطروح مرورا بوادي النيل الجميل متحليا بفطنة ودراية أحمد زويل ونائيا بنفسه عن تحويل البلاد الى مؤسسة جامعا الفلوس بالمقشة والمكنسة كما فعل ويفعل أحمد عز ملك الحديد والستيل

يعني بالمشرمحي منهم واليهم وحولهم وحواليهم فالناس بسطاء وبكلمة جميلة ينسون الهم ويصبحون سعداء لكن ان لم نحل الداء ونجد الدواء ونصلح مافسد من هواء وماء وغذاء فحلني بقى لأنوا الشقى حيبقى لمن بقى.

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

وان كنت لأعترف وأبصم بالعشرة ومن خلال ملاحظاتي لنهجي التواضع والترفع في عالم السياسة وتأرجح هذا بمن عليه على أمواج من كياسة تلطمها هبات من تعاسة وتياسة فان مصر بل حوض النيل برمته خاصة قد ضم ومازال شعبا اتسم بالتواضع والشعبية والعاطفية ممايحبب به كل من عرفه وزاره
وعليه فان المتتبع لسيرة السياسة في مصر المحرك الثقافي والفني والابداعي الأكبر في العالم العربي بالصلاة على النبي نجد أن شعب مصر هو الأكثر ابداعا وحرية مهما تمت قوقعته وحشره ولملمته في قمقم الفاقة والاهمال والفساد والأمراض وماشابه ممانرى صورته اليوم لأنه من أكثر الشعوب العربية تكيفا وتأقلما حامدا المولى على ماأصابه وبابتسامة ابن البلد ابتسامة سمراء ممزوجة بكلمة خليها على الله

بلد غنت يامحلاها عيشة الفلاح بملاحم الشمس والنيل وعرق الغلابة وابداعات سيد درويش وعظمة على عظمة ياست وبمحبة الكل في أكبر تجمع سماه المعز لدين الله بالقاهرة وسموه بمصر المحروسة أم الدنيا والرؤوس الشامخة والعليا مهما كانت العباد مفروسة ومدعوسة وموكوسة

يندر أن نرى مظاهر العنف السياسي في مصر كما هي شراسة ودموية حيتان وضواري السياسة في القسم الشرقي يعني الآسيوي من العالم العربي حيث القبلية والطائفية والزعيم الواحد الأوحد والمصمود كالعود في عين الحسود والذي يصل عادة الى الحكم عبر دحل وسحل من سبقه بحيث تطبق معادلة من القصر الى القبر ومن السلطة المطلقة الى حبل المشنقة والمطبقة في صراع ضواري الحكم الأحادي والانفرادي في مشرقنا العربي بالصلاة على النبي هذه المناظر المقززة غير موجودة في مصر وكأن سياساتها مقارنة بماعداها هي نوع وضرب من ضروب السحر بحيث سحرت كل من يعرفها في غابات الأحادية والانفرادية العربية

بل انه حتى تحول الملكيات الى جمهوريات في المحرك الأساسي ومحور العالم العربي وهي بلاد الرافدين والشام وحوض النيل وهو تحول أشرنا اليه على أنه كان تحولا مرسوما ومسموما بماكان يسمى بالأحزاب القومية العربية وقيام الجامعة العربية وكلها صناعات فرنسية وانكليزية هدفت الى تحويل وتحريف الاحادية والعالمية الاسلامية الى قوميات في بلاد الخود والهات اثبتت فشلها بعد شقها للصف العربي نفسه اضافة لابعاده عن حظيرته الدينية والتي تم القضاء عليها عبر القضاء على خلافة الباب العالي الشان خلافة الأماجد من بني عثمان

ومن ثم تحول هذه مجددا الى جمهوريات وراثية نجد أنه في مصر وخلافا للتحول القسري في بلاد الصمود والنصر الموعود والرد المناسب في الوقت المناسب شرقا حيث تم التوريث بشكل همجي وقسري من فئة على عينك ياتاجر فانه في الحال المصري التحول من ملكية الى جمهورية وبالعكس يتم بشكل سلس وبطيئ قد يكون مرفوضا شكلا ومنطقا لكنه يتم بلعه وهضمه على سياسة جرعات لأن الشعب المصري تعود على الأخذ والعطاء وأثبت أنه آية في الدهاء مهما دعسوه وفعسوه وحولوه الى هياكل مطاردا للرغيف الخفيف محولا الطعمية الى هامبرغر وبلوبيف

العقلية الاحادية والتهميشية وعقلية الزعيم الأوحد ومظاهر وفنون العظمة ومحدثي النعمة والخدمة وقليلي الحشمة الغزيرة في مشرقنا العربي هي مخففة الى أبعد الحدود في مصر المحروسة لأن عبارة الجدع وابن الأصول مازالت تحتفظ بنكهتها ومساغها العذب في حوض النيل الجميل وأنوه هنا بأن ماسبق ليس في مدح مصر لأن البلاد تاريخا وسيرة وحضارة ومسيرة انسانا وعمارة لاتحتاج الى مديح انما هو من باب المقارنة ليس الا مع توخي العدل انصافا اضافة الى أن ماسبق لايعني بأي حال من الأحوال خلو ماعاداها من قيادات واعدة لكن نقطة التواضع حصرا وهي أكثر ماأتوخاه أنا شخصيا كانسان سيرة ومسيرة وملاحظة في سيرة الأنام هي أكثر ظهورا وبزوغا في مصر على مستوى العالم العربي عموما بل وعلى مستوى حوض المتوسط باستثناء الحال الايطالي المشابه حرية وابداعا وتواضعا الى حد كبيرللحال المصري

يعني ومن باب هات من الآخر لاتوجد سياسة أو سياسي من فئة غرف الخمس نجوم أو من فئة طوال العمر مهما أطالوا وأسهبوا في مؤتمرات النفاق والمكر انما التواضع زينة وأول لبنة في أي صرح سياسي لن تكتمل ان لم تكن الأولى موجودة باعتبار أن السياسي المتبهرج والمنفوخ والمبطوح والمتردي من فئة ابلع وخليها تعدي لن يعمر طويلا ان لم يكن حقا وحقيقة ابن الناس وابن البلد وماعدا ذلك سيكون ضحكا على العباد وضحكا على اللحى أو ماتبقى منها ولن تجدي السياسي هنا أي من مظاهر الورع والتورع والتمرغ عند العتبات المقدسة بينما العباد في بلاده مدعوسة وموكوسة ومكدسة بعد تحويل بلاده الى فساد كبيروهزائم ونكبات تم تحويلها ظلما وعدوانا الى نصر كبير جعل العقول تطير وحششت الكبير والصغير والمقمط بالسرير

مصر أثبتت ومازالت وبالرغم من توالي من حكموها ومن سيحكموها قدرة كبيرة على استيعابهم أعاجما كانوا أو من أبناء البلد وأثبتت أن شعبها قادر على الصبر والتحمل ومقولة الكاتب العزيز محمود سعد بأن مصر كبيرة لأنهم يسرقونها منذ أكثر من 4000 عاما ومازالت واقفة على رجليها تكفي لمعرفة أن البلاد مازالت على صبرها اليوم أكثر من أي وقت مضى انتظارا لمخلص من فئة غاندي مصر أو مخلصها الموعود وأنتهز فرصة ذكر الأخوين العزيزين أحمد فؤاد نجم ومحمود سعد لتحية رواد الكلمة الحرة في مصر المحروسة وأذكر على سبيل المثال لا الحصر الأخوة ابراهيم عيسى مصطفى بكري طلعت السادات محمد عمارة ومفكرين كبارا أمثال المرحوم عبد الوهاب المسيري والراحل مصطفى محمود وغيرهم كثيرين لم يتسع المجال لذكرهم جميعا من رواد الفكر المصري العربي الحر المعاصر

وقد يكون هذا بعونه تعالى بداية لخلاص أمة من محيطها الى خليجها من مؤامرات ودسائس فاحت وطفحت تماما كما طفحت بعض مجاري وبلاوي مصر المحروسة على السطح انتظارا ليوم فتح يزاح فيه الهوان وتعود كرامة الانسان في مصر وسائر بلاد العربان بعد دخولها جميعا موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان
د مرادآغا

www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: